بغداد (ا ف ب) - اكد مصدر طبي عراقي الجمعة ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الانتحاري الذي استهدف زوارا ايرانيين في محافظة ديالى الخميس الى 56 قتيلا بينهم 52 ايرانيا، و63 جريحا، في الوقت الذي اعلنت فيه السلطات العراقية اعتقال الزعيم المفترض لتنظيم القاعدة في العراق ابو عمر البغدادي.
وكانت حصيلة سابقة اعلنتها مصادر امنية اشارت الى مقتل 45 شخصا وجرح 55 اخرين.
واكد الطبيب احمد فؤاد مدير الطب العدلي في بعقوبة لوكالة فرانس برس انه تم نقل "جثث 56 شخصا بينهم 52 ايرانيا هم 35 رجلا و 16 امرأة وطفلة واحدة تبلغ من العمر ست سنوات، قضوا في الهجوم الانتحاري في المقدادية".
واكدت مصادر امنية عراقية ان 63 شخصا "معظمهم نساء ورجال ايرانيين، اصيبوا بجروح جراء الهجوم".
وقال مصدر عسكري في قيادة عمليات ديالى الخميس ان "انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه داخل مطعم مزدحم بالزوار الايرانيين القادمين من بلادهم باتجاه المدن المقدسة في كربلاء والنجف".
واكد المصدر ان اجزاء من سقف المطعم انهارت ما سبب في ارتفاع اعداد الضحايا.
وفي هجوم اخر، اعلنت مصادر امنية واخرى طبية مقتل 28 شخصا بينهم عشرة من عناصر الشرطة واصابة 52 اخرين في تفجير نفذته انتحارية ترتدي حزاما ناسفا، ضد قوات للشرطة كانت توزع مساعدات على عائلات مهجرة قرب ساحة التحريات (جنوب شرق بغداد).
واوضح المصدر ان "انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه وسط عناصر للشرطة الوطنية كانوا يقومون بتوزيع مساعدات للعائلات المهجرة بالقرب من ساحة التحريات (جنوب شرق بغداد) ما اسفر عن مقتل 28 بينهم عشرة من الشرطة واصابة 52 اخرين" بجروح.
واكد مصدر طبي في مستشفى النفيس، تسلم جثث 13 بينهم ضباط في الشرطة الوطنية واربعة من عائلة واحدة واكثر من ثلاثين جريحا بينهم اطفال ونساء.
وقال النقيب ماهر هاشم من مغاوير الداخلية، لوكالة فرانس برس، ان "امرأة انتحارية ترتدي حزاما ناسفا فجرت نفسها وسط تجمع لعائلات مهجرة كانت تتسلم معونات غذائية ما ادى الى مقتل واصابة الكثيرين". واكد "مقتل عدد من الضباط احدهم برتبة عقيد واصابة اخرين من عناصر الامن بجروح".
وادى الانفجار الى تدمير ثلاث سيارات احداها اسعاف ووقوع اضرار مادية بليغة في المبنى الذي انتشرت على واجهته اشلاء الضحايا واثار الدماء.
وفي مستشفى ابن النفيس الذي استقبل معظم ضحايا الانفجار، فرضت قوات الامن العراقية اجراءات مشددة، وافترش العشرات ومعظمهم من النساء الارض، للاطمئنان على ذويهم.
وبالتزامن مع وقوع الهجومين اعلن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا اعتقال ابو عمر البغدادي الذي يسمى امير دولة العراق الاسلامية.
وقال عطا ان "القوات العراقية وبناء على معلومات (...) تمكنت من اعتقال الارهابي المجرم ابو عمر البغدادي الذي يسمى امير دولة العراق الاسلامية". ولم يعط المسؤول العراقي مزيدا من التفاصيل عن كيفية اعتقاله.
الا ان البنتاغون رفض ان يؤكد "حتى الان" اعتقال البغدادي. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية براين ويتمان "لا استطيع تأكيد (الامر) حتى الان، لا نزال نسعى الى تأكيده"، مذكرا بان وفاة هذا الشخص او اعتقاله سبق ان اعلنا في الماضي قبل ان يتم نفيهما.
واضاف "سيكون اعتقالا مهما في حال كانت هذه المعلومات صحيحة"، مؤكدا ان "البغدادي يعتبر منذ وقت طويل زعيما رئيسيا للقاعدة في العراق".
و"دولة العراق الاسلامية" ائتلاف لمجموعات سنية مرتبطة بتنظيم القاعدة يتزعمها البغدادي.
وقد اعلنت مجموعته مسؤوليتها عن هجمات منها التفجير الانتحاري الذي استهدف البرلمان العراقي في 13 نيسان/ابريل الماضي واسفر عن مقتل نائب، والعديد من التفجيرات الانتحارية واعمال الخطف والقتل بينها اعدام عشرين شرطيا في 17 نيسان/ابريل كانت خطفتهم، بعدما رفضت الحكومة العراقية التجاوب مع مطالبها.
وقد ظهر البغدادي للمرة الاولى في نيسان/ابريل 2006 بعد توليه قيادة جماعة متمردة مناهضة للاميركيين ثم قيادة تنظيم القاعدة في العراق.
وكان اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة دعا في 30 كانون الاول/ديسمبر 2007 في تسجيل صوتي الاسلاميين في العراق الى مبايعة الشيخ ابو عمر البغدادي "اميرا على دولة العراق الاسلامية" وهاجم مجالس الصحوة.
وتم بث شريط بن لادن الصوتي الذي يستغرق 56 دقيقة على موقع على شبكة الانترنت رصدته مجموعة "انتليجنس غروب سايت" الاميركية، كما بثت قناة "الجزيرة" الفضائية مقاطع منه.
ودعا بن لادن "الامراء المجاهدين واعضاء مجلس الشورى" ممن لم يبايعوا البغدادي الى "الوحدة ومبايعته اميرا على دولة العراق الاسلامية (...) حفاظا على جماعة المسلمين"، حسب المقاطع التي بثتها "الجزيرة".
واضاف "لا يجوز التأخر في المبايعة"، داعيا الاسلاميين "الا يستسلموا لاعذار لتعطيل الوحدة والاجتماع" والامتناع عن "التعصب للرجال او الجماعات بل الى التعصب للحق".
وكانت وزارة الداخلية العراقية اعلنت في مطلع عام 2007 قتل البغدادي في منطقة الغزالية في بغداد، لكن تبين بعد ذلك ان الخبر غير صحيح.